
الذهب يتراجع والنفط يواصل مكاسبه
تعيش الأسواق العالمية حالة من الترقب والتقلب، إذ تتأرجح أسعار السلع الاستراتيجية بين ضغوط العوامل الاقتصادية ومخاوف التوترات الجيوسياسية. فبينما يشهد الذهب موجة تراجع بعد مكاسب قياسية مدفوعة برهانات خفض أسعار الفائدة وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة،
يواصل النفط تحقيق مكاسب بدعم من مخاطر الإمدادات وآمال تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في السياق، واصلت أسعار الذهب انخفاضها، اليوم الأربعاء، وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد ارتفاعها القياسي في الآونة الأخيرة، فيما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع، والتي قد تعطي مؤشرات إضافية إلى مسار خفض أسعار الفائدة.
وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% إلى 4113.54 دولاراً للأوقية عند الساعة 01:15 بتوقيت غرينتش، بعدما هوى أمس الثلاثاء بأكثر من 5%، في أكبر تراجع له منذ أغسطس/آب 2020.
في المقابل، ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.5% إلى 4129.80 دولاراً للأوقية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتوقع التوصل إلى "اتفاق تجاري عادل" مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما المرتقب الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية،
مشيراً إلى أنه لا يتوقع نشوب خلاف بشأن قضية تايوان. وكان الذهب قد قفز بنحو 56%منذ بداية العام، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.21 دولاراً يوم الاثنين، مدعوماً بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، واستمرار عمليات شراء المعدن الأصفر من قبل البنوك المركزية.
وينتظر المستثمرون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر سبتمبر/أيلول يوم الجمعة المقبل، والذي تأخر نشره بسبب إغلاق الحكومة الأميركية المؤقت.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة "رويترز" أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25% الأسبوع المقبل، ثم مرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول.
وفي المقابل، لا يُتوقع أن يُقدم البنك المركزي الأوروبي، الذي سيعقد اجتماعه الأسبوع المقبل، على خفض أسعار الفائدة في المدى القريب.
ويُعرف عن الذهب أنه يميل إلى الارتفاع عندما تنخفض أسعار الفائدة، إذ تقل كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% إلى 48.29 دولاراً للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1534.44 دولاراً، بينما استقر البلاديوم عند 1406.76 دولارات للأوقية.
النفط يواصل مكاسبه بدعم من مخاطر الإمدادات
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1%، اليوم الأربعاء، مواصلة مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، بدعم من مخاطر الإمدادات المرتبطة بالعقوبات، وآمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين،
إلى جانب أنباء عن سعي واشنطن لإعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية من النفط.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 94 سنتاً، أو 1.5%، إلى 62.26 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 92 سنتاً، أو 1.6%، إلى 58.16 دولاراً للبرميل.
وتعافى النفط من أدنى مستوى له في خمسة أشهر سجله يوم الاثنين، بعدما زادت الإمدادات من قبل المنتجين وتأثرت الأسواق بالتوترات التجارية التي أضعفت الطلب.
وجاء الدعم الإضافي من مخاوف تتعلق بالإمدادات بعد تأجيل قمة مقررة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، فضلاً عن الضغوط الغربية على بعض الدول الآسيوية للحد من مشترياتها من النفط الروسي.
وقال موكيش ساهديف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إكس أناليستس لاستشارات أسواق الطاقة: "على الرغم من التوقعات السلبية السائدة نتيجة وفرة المعروض النفطي وضعف الطلب، فإن خطر انقطاع الإمدادات في بؤر ساخنة مثل روسيا وفنزويلا وكولومبيا والشرق الأوسط لا يزال قائماً، ويحول دون بقاء أسعار النفط دون مستوى 60 دولاراً".
ويراقب المستثمرون عن كثب أيضاً تقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إذ من المقرر أن يجتمع مسؤولون من البلدين هذا الأسبوع في ماليزيا، بينما أكد ترامب أنه يتوقع التوصل إلى اتفاق عادل مع الرئيس الصيني خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية.
وفي السياق، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، أمس الثلاثاء، أنها تتطلع إلى شراء مليون برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من انخفاض الأسعار النسبي لتجديد المخزون.
كما نقلت مصادر في السوق، استناداً إلى بيانات معهد البترول الأميركي، أن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة انخفضت خلال الأسبوع الماضي، ما أضاف دعماً إضافياً لأسعار النفط.
رويترز