
غزة بعد الاتفاق .. تهديدات باستئناف الحرب وسط خروقات إسرائيلية
الرأي الثالث - وكالات
تسود أجواء من التوتر الحذر في قطاع غزة، رغم مرور أيام على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس ، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتبادل الاتهامات بشأن الالتزام ببنود الاتفاق.
وفي السابع من أيام وقف إطلاق النار بعد 735 يوما من حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، استشهد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استشهد أحدهم في مخيم البريج وسط القطاع جراء إطلاق نار مباشر، في حين استُهدف الثاني بقنبلة ألقتها طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" في منطقة بني سهيلا بمدينة خان يونس، واستشهد الثالث متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل يومين بنيران الجيش الإسرائيلي.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن حالة الهدوء ما زالت هشة، مع تسجيل عمليات قصف متفرقة وإطلاق نار في عدد من مناطق القطاع، في وقت تتواصل فيه جهود الوسطاء لضمان تثبيت التهدئة ومنع انهيارها بشكل كامل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سينظر في السماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رفضت حركة "حماس" الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك حسب تصريحات خاصة نقلتها عنه شبكة "سي أن أن"،
مضيفاً أن "القوات الإسرائيلية يمكن أن تعود إلى الشوارع بمجرد أن أنطق الكلمة". وذكر ترامب في مكالمة هاتفية مع الشبكة أن "ما يحدث مع حماس سيجري تصحيحه بسرعة".
في هذا السياق، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها تبذل جهوداً مكثفة لإغلاق ملف جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مؤكدةً التزامها بما جرى الاتفاق عليه في التفاهمات الأخيرة مع الوسطاء.
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ يوثّق فيه مركز غزة لحقوق الإنسان عشرات الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى مدنيين.
وبينما تحاول المقاومة الالتزام ببنود التفاهمات، تمضي إسرائيل في خرقها، ضمن سياسةٍ تبدو أقرب إلى اختبار صبر المقاومة وقدرتها على ضبط الميدان أكثر منها التزاماً بوقف العدوان.
أما على الصعيد الإنساني، فلا تبدو التهدئة كافية لتبديد شبح المجاعة أو لطمأنة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ سنوات.
فقد حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من استمرار استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً ضمن استراتيجيتها في الحرب، مشيراً إلى أن الكميات المحدودة من المساعدات التي سُمح بدخولها بعد الهدنة لا تغطي سوى جزء يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع.
ومع تعثّر فتح معبر رفح وتقليص تدفق الإمدادات، يبقى المشهد الإنساني في غزة مهدداً بالانهيار، وسط صمتٍ دولي متواطئ، ووعودٍ لم تتحول بعد إلى فعلٍ ينقذ حياة المحاصرين.
وفي السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن السلطات الإسرائيلية تواصل منعها من إدخال المساعدات إلى قطاع غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، في حين لا تزال المنظمات الدولية تطالب الاحتلال الإسرائيلي بفتح جميع المعابر للسماح بتدفق المساعدات إلى سكان القطاع.
وقد طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات بآلاف الشاحنات أسبوعيا.
لكن الإذاعة الإسرائيلية قالت، فجر اليوم الخميس، إن الحكومة الإسرائيلية قررت ألا تفتح معبر رفح حتى تكثف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.
وجاء ذلك رغم تسليم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء أمس الأربعاء جثماني أسيرين آخرين ممن قتلوا في القصف الإسرائيلي أثناء الحرب على غزة.
وأكدت القسام أن باقي الجثث تحتاج جهودا كبيرة ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها، وأنها تبذل جهدا كبيرا من أجل إغلاق هذا الملف.
في تلك الأثناء، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لغة التهديد قائلا إن إسرائيل قد تستأنف القتال في غزة "بمجرد كلمة" منه إذا لم تلتزم حماس باتفاق وقف إطلاق النار.
لكنه في الوقت ذاته أكد أنه لو كان بمقدور إسرائيل "سحق حماس" لفعلت ذلك خلال مدة الحرب التي استمرت عامين.
كما أكدت الولايات المتحدة بدء المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب والشروع في تشكيل "قوة الاستقرار الدولية".